حذر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة غزال للتأمين داوود سالم توفيق من التراجع الملحوظ في الاهتمام بقطاع التأمين المحلي بسبب غياب جرعات التثقيف التأميني, في الوقت الذي يزداد فيه الاهتمام العالمي بهذا القطاع بشكل ملحوظ. وقال توفيق إن أهمية التأمين في حياة الشعوب أفرادا ومؤسسات ليست بالمستوى الذي ينشده العاملون في هذا القطاع في الكويت بعكس قطاع التأمين في الدول المتقدمة. فبسبب غياب الثقافة التأمينية بين كثير من أفراد المجتمع, نجد أن نسبة كبيرة من المجتمع وحتى بين المتعاملين مع شركات التأمين لا تعي الدور الحيوي الذي يلعبه قطاع التأمين في اقتصاد الدولة, فما بالك بدور هذا القطاع في دعم القدرات المجتمعية على تحمل المخاطر الناتجة عن الحوادث العادية والكوارث الطبيعية.
وأوضح أنه مع كل هذه الفوائد التي يمكن أن يجنيها الوطن والمواطن من التأمين, إلا أنه يمكن الإقرار بأن مستوى الثقافة التأمينية في الكويت دون المستوى المطلوب لمواكبة النمو الاقتصادي الجاري في قطاع التأمين. فرغم مرور عقود طويلة من الزمن على تأسيس أول شركة للتأمين في الكويت, مازال القطاع بحاجة إلى تنمية ودعم وترسيخ الثقافة التأمينية في المجتمع, وهي ليست مسؤولية جهة واحدة فقط وإنما مسؤولية وطنية تتقاسمها مؤسسات عدة تتوزع على القطاعين العام والخاص.
وأكد توفيق أن كل ما يعرفه المواطنون عن التأمين هو التأمين على سياراتهم سواء كان تأمينا شاملا أو ضد الغير, ولو لم يكن التأمين ضد الغير مسألة إجبارية لما عرف الناس معنى للتأمين, مبينا أن الثقافة التأمينية في ذهن المواطن الكويتي هي بمستوياتها الدنيا كما أن مفردات التأمين ومصطلحاتها تكاد أن تكون معدومة, وكل هذا بسبب غياب محاولات التوعية ونشاطات التثقيف المناطة في الجهات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالتأمين.
وبين أن علاقة التأمين بتطور المجتمعات علاقة تبادلية, بمعنى أن تثقيف الناس بدور قطاع التأمين في المجتمع وتوعيتهم بضروراته سوف يساعد على نمو هذا القطاع وبالتالي المجتمع بأسره. ومن هنا تبرز أهمية التثقيف والتوعية التأمينية, مؤكدا أن أولى خطوات عمليات التثقيف في الكويت تبدأ بسن قانون للتأمين, وهو أمر محسوم بوجود مسودة القانون وملاحظات شركات التأمين عليه بحوزة وزارة التجارة والصناعة, وثاني خطواتها تبدأ عند اتحاد شركات التأمين أو شركات التأمين نفسها في حال عجز الاتحاد عن القيام بدوره الوطني المنشود.
وقال توفيق أن اتحاد شركات التأمين في الكويت قادر على أخذ زمام المبادرة في تثقيف المواطنين حتى لو كانوا من عملاء شركات التأمين نفسها, وذلك من خلال عقد ندوات وتنظيم الدورات لشرح مفردات ومفاهيم التأمين والخدمات التي تقدمها شركات التأمين والأنشطة التي تقوم بها في المجتمع, وأهميتها بالنسبة للاقتصاد الوطني خاصة عندما يقوم قطاع التأمين بتسخير كافة إمكاناته لدعم خطط ومشاريع التنمية, ولا ضير من إشراك طلبة المدارس في مثل هذه الدورات والندوات لإعدادهم من أجل التخصص في أي مجال من مجالات التأمين مستقبلا.